بسم الله الرحمن الرحيم.................
هل سالت نفسك يوما عن اقصى مستوى من القوة يمكنك الوصول اليه ؟ , هلى سالت نفسك كيف ينتابك الشعور بالحب او بالكراهية , كيف تشعر , كيف تحب , كيف تكره , كيف تتذوق , كيف تختار؟........ مالذى يحدث لك وما الذى يترجمه لك عقلك اذا ما احدثت امرا ؟ .
للاجابة على الاسئلة السابقة وغيرها الكثير , دعونا نأخذ جولة حول عقولنا , ونغوص داخل تلافيف المخ ونفحص تلك الخلايا البيضاء والرمادية والتى عجز الطب حتى الان عن تفسير طبيعة عمل اجزاء كثيرة منها.
فالسر الذى يكمن فى المخ كبير جدا , وحتى لا نطيل فى المقدمة سنسال سؤالا واحدا , والاجابة عليه ستكون هى تفسير لكل الاسئلة المتعلقة به , وهو هل يستخدم الانسان جميع قدراته ؟ , وهل اكتشف قواه الحقيقية ؟.
فالدراسات تؤكد ان اكثر اهل الارض ذكاء لم يستغل اكثر من اربعون بالمائه من قواه العقلية , وما غير ذلك فهى قوى خفية فى داخل الانسان وداخل روحه , فلك ان تتخيل ما الذى سوف يكون عليه الانسان اذا ما اكتشف تلك القوة الخفية التى تجرى فى اعماق نفسه , وبالرغم من انه يوجد اشخاص كثيرين يتمتعون بها- فهى قد سخرت لهم اما عند مولدهم او انهم اكتشفوها بطريقة ما - فتلك القوة موجوده عند كل انسان يمكن له اكتشافها وتسخيرها لنفسه ...فقط بالتامل. اى ان تلك القوى ليست هبة لاشخاص بعينهم , فالحالة التى يكون عليها صاحبها ...تخيل انه يمكنه تحريك الاشياء بمجرد النظر اليها ويمكنه قراءة ما يدور فى راسك , وهذه القوى الروحية تشبه كثيرا القوى البدنية والعضليه فيمكن للانسان تطويرها وزيادة اكتشافها , فانه يصبح اقوى ويمكنه فعل الكثير بها , فقد يمكنه السير على الماء مثلا او يمكنه التحكم فى معدلاته الحيوية بحيث يمكنه ان يخفض معدل تنفسه الى اقل حد ممكن او يخفض عدد نبضات قلبه الى اقل حد ممكن , ويمكنه بذلك التحكم فى ذات نفسه .
والروايات المكتوبة عن ذلك كثيرة , فهى تدخل فى الخيال وتصور لك ان بشرى استطاع ان يكتشف اقصى طاقاته العقلية فاصبح يمكنه ليس فقط قراءة افكار من امامه بل يمكنه السيطرة عليه ودفعه لعمل اشياء يرغب بها حتى يمكنه السيطرة على الارض ويصبح هو امبراطورا لها ويجعل اهلها عبيدا له , ولكن الجزء الاخير ليس وارد فحتى الان وبالرغم من الحد الكبير الذى وصل اليه بعض الاشخاص فى قوتهم العقلية لم يرد الذكر بانه استطاع احد ان يؤثر على شخص امامه وجعله يفعل مايريد , فحتى لا يمكنه فعل ذلك وهو تحت تاثير التنويم المغناطيسى , فالشخص الذى تحت تاثير التنويم المغناطيسى يكون بالفعل تحت ارادة المنوم ولكن لا يمكنه دفعه الى فعل شىء لا يرغب فيه , فمثلا لا يمكنه دفعه الى الانتحار ما لم يكن النائم يرغب فى الانتحار فعلا , فهو لا يمكنه دفعه الى فعل شىء خارج ارادته , وبعضهم يرى ان التغلب على تلك العقبة ممكنا بالخداع , فهو قد يخدعه ويقنعه بانه واقف على شاطىء بحيرة وهو فى اشد الحاجه لكى ياخذ حماما , ولكنه فى الواقع قد يكون على سطح بناية عالية.
فكرة ان يكون الانسان خارقا ليست خرافة وليست مجرد فكرة مجنونة تتناقلها العقول , فالروايات والسينما تسىء كثيرا فى عرض مواضيع كهذه , فهى تتمادى كثيرا فى عرضها الى الحد الذى يصعب تصديقه , ويصعب معه الايمان بان للانسان عالم اخر , اذا ما اخذ جوله فيه , فقد يصبح شخصا اخر , شخصا خارقا للمالوف, ولان من فعلوا ذلك معدودين , فهم قد اسىء الظن بهم باعتباره حالات شاذه , او خارقين . فاى شخص يمكنه التمتع بتلك القوى التى يتمتعون بها , ولا يمكنك ان تصف شعورهم ناحيتك , فكيف يمكنك وصف شعور شخص هو لا يختلف عنك سوى فى انه يمكنه التلاعب بك اذا ما بدا ذلك له طريفا , ولكنه يشفق عليك , فلا تسىء انت الظن به .
اذن فالقوى العقلية التى تجرى داخل الانسان كبيرة جدا وفقط بالتامل يمكنه اكتشافها , فيمكنك ان تجلس ليلا نظرا للهدوء وتفكر فى اى شىء وانت مغلق العينين , يمكنك التفكير مثلا فى نقطة مضيئة , واشحذ قواك كلها وكل حواسك فى التفكير فى هذه النقطة , ستجد ان شدة ضوئها تزداد شيئا فشيئا , وافعل هذه التجربة ولمدة خمس دقائق يوميا .......فقط خمس دقائق , ففى هذه المده الصغيرة من يدرى , ربما تنجح بالفعل فى اكتشاف كنز روحك ....وربما تكتشف تلك القوى الكامنة داخلك والتى قد تغير حياتك اذا ما احسنت استغلالها ....تلك القوى الخفية.